ما الفرق بين التقدير والإعجاب؟ نظرة كريستوف أندريه
ما الفرق بين تقدير شخص ما أو الإعجاب به؟ وما هي أنواع الإعجاب الممكنة؟ اكتشفوا وجهة نظر كريستوف أندريه حول هذا الموضوع من خلال منظور امرأتين تركتا بصماتهما في التاريخ.
“تقدير شخص ما يعني الاعتراف بصفاته. أما الإعجاب به، فهو اعتبار صفاته متفوقة بشكل كبير على صفاتنا.”
أحب الإعجاب: رؤية المواهب والفضائل تُبرز بأفضل شكل لدى أقراني يمنحني السعادة ويعزز ثقتي بالإنسانية.
هناك نوعان من الإعجاب: الأول يعتمد على الرهبة، وهو ما يسميه الأنجلوساكسون بكلمة خاصة، “awe”، أي إعجاب مشوب بالاحترام. أما النوع الآخر فيستند إلى المودة، حيث نشعر بالقرب من الشخص، حتى لو كنا بعيدين عن امتلاك صفاته. أشعر بهذه الفروق في إعجابي تجاه امرأتين وكاتبتين استثنائيتين.
سيمون فايل: شخصية الإصرار والتصميم
سيمون فايل، فيلسوفة بفكر جذري قائم على مطلب السمو والصرامة تجاه النفس، حيث اعتبرتها احتياجات أساسية للروح.
إليكم اقتباسين يعكسان جوهر فكرها:
– “لا تسعَ لتجنب المعاناة أو تقليلها، بل اسعَ إلى عدم التأثر بها.”
– “هناك تصوران للجحيم. الأول هو المعتاد (معاناة بلا عزاء)؛ والثاني هو خاصتي (سعادة زائفة، الشعور خطأً بأنك في الجنة).”
كانت سيمون ذات شخصية صعبة، لم تكذب أو تساوم أبدًا. إعجابي بها لا حدود له، لكنني أشعر بأنني بعيد جدًا عنها، عن بريقها وقسوتها تجاه نفسها (حيث سمحت لنفسها بأن تموت جوعًا في لندن عام 1943، عن عمر 34 عامًا، لمشاركة معاناة مواطنيها الذين بقوا في فرنسا أثناء الحرب).
إيتي هيلسوم: بين الحكمة والطيبة
ثم هناك إعجابي الشديد بإيتي هيلسوم، شابة يهودية أخرى، لكنها هولندية، تركت رسائل ويوميات كتبتها أثناء الاحتلال النازي في معسكر للترحيل، تُعد من روائع الأدب.
رغم الحرمان والاضطهاد، بقيت إيتي وفية لرغبتها في الحفاظ على مشاعر الحب والسكينة داخلها، ونقلها إلى الآخرين.
بعض عباراتها الملهمة:
– “هذا أيضًا إنجاز: أن تكون سعيدًا حقًا وبصدق، تقبل عالم الله وتستمتع به، دون أن تُثنيك كل المعاناة التي يحتويها.”
– “لدي ثقة هائلة. ليست الثقة بأن الحياة الخارجية ستسير على ما يرام بالنسبة لي، بل الثقة في قدرتي على قبول الحياة وإيجادها جيدة، حتى في أحلك اللحظات.”
– “أن تصقل نفسك وتصبح أقوى شيئان مختلفان.”
توفيت في عمر 29 عامًا في أوشفيتز. أشعر تجاهها بإعجاب لا متناهٍ ومليء بالحنان: رغم عجزي عن امتلاك شجاعتها وحكمتها في مواجهة المحن، أشعر بأنني قريب منها ومذهول بطيبتها الفائقة وجهودها للحفاظ على روحها حتى النهاية.
كتب الناقد الأدبي جوزيف جوبرت: “ما يثير الدهشة يثير مرة واحدة، لكن ما هو رائع يُعجب به أكثر فأكثر.” كلما قرأتم لإيتي وسيمون، زاد إعجابكم بهما!